إلتام أمس الثلاثاء 10 يوليوز الجاري بالدار البيضاء نخبة من الخبراء وممارسي الطب الشرعي والقضاة المغاربة والألمان في ندوة علمية لتبادل التجارب والخبرات حول آخر المستجدات في مجال “علم السموم”. ويأتي هذا اللقاء، المنظم من طرف رئاسة النيابة العامة المغربية، والمؤسسة الألمانية للتعاون القانوني الدولي، لدعم الجهود المبذولة في إطار التكوين والتكوين المستمر لفائدة قضاة النيابة العامة.
وقد ترأس أشغال الندوة الدكتور كريم آيت بلا، رئيس وحدة تتبع وتنفيذ السياسة الجنائية، حيث أبرز الدور الهام لعلم السموم كمكمل لعمل الطب الشرعي، وأوضح كذلك أن رئاسة النيابة العامة قامت بتأسيس خلية للبحث عن سبل تطوير عمل الأطباء الشرعيين وتسيير مهمة التنسيق بين الطبيب الشرعي وقضاة النيابة العامة خدمة للعدالة، قبل أن يتولى بسط أوجه المسؤولية الجنائية المترتبة عن استعمال المسموم في التشريع المغربي.
وبالمناسبة أكد البروفيسور أحمد بلحوس، رئيس الجمعية المغربية للطب الشرعي، أن هذا اليوم الدراسي يشكل فرصة للوقوف على مدى التقدم المسجل في مجال علم السموم في ألمانيا.
وبعد أن أشار إلى أن ممارسي الطب الشرعي تصادفهم في بعض الأحيان حالات وفاة بسبب استخدام مادة سامة ، لفت إلى أن ممثل هذه الندوات تساهم في التحكم وضبط كافة المستجدات في مجال الطب الشرعي، وفي عملية التكوين المستمر . وفي معرض تطرقه لواقع الطب الشرعي في المملكة، أكد رئيس الجمعية أن المغرب لديه 14 طبيبا في مجال الطب الشرعي معترف بهم دوليا ، مضيفا أن جهود المبذولة من طرف وزارات العدل والصحة وحقوق الإنسان والنيابة العام وكذا الجمعية تساهم ، بدون شك، في تطوير إطار عمل أطباء الطب الشرعي.
من جانبه، قال محمد أوخليفة، القاضي برئاسة النيابة العامة، إن هذه الأخيرة تواكب عن كثب كل التطورات التشريعية المتعلقة بالطب الشرعي ، مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية العمل على اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتعزيز إطار عمل ممارسي الطب الشرعي .
وأكد على الاهمية الكبيرة التي يكتسيها هذا اللقاء ، لأنه يمكن الأطباء الشرعيين المغاربة من الاستفادة من التجربة الألمانية في علم السموم.
اما الدكتور “ماكسميليان ميتلنج” عن إدارة السموم الجنائية بمستشفى “الشاريتيه ببرلين”، فقد لفت إلى أن المستجدات التي يشهدها مجال الطب الشرعي تساعد أكثر على تحديد الجناة والمجرمين، فضلا عن إمكانية التعرف على طبيعة المواد المستعملة أساسا في العمليات الانتحارية، مشيدا في الوقت ذاته بالخبرات التي يمتلكها الاطباء الشرعيين المغاربة.
وتميز هذا اللقاء العلمي بتقديم مجموعة من العروض تتمحور حول “التسمم بغاز أول أكسيد الكربون” و”مزايا وعيوب تحليل الشعر”.